منهجية النقد الإجتماعي و البنيوي

من طرف Unknown  |  نشر في :  05:16 0



منهجية النقد الإجتماعي و البنيوي

منهجية النقد - المنهج الإجتماعي والبنيوي

مـدخــــــــــــــــل

المنهج الاجتماعي: المنهج الإجتماعي هو منهج نقدي يدرس النصوص من منظور مدى تعبيرها عن الوسط الإجتماعي الذي أنتجها, و بذلك يتعامل مع الظاهرة الأدبية في صلتها بشروط إنتاجها الإجتماعي و ليس بوصفها ظاهرة مستقلة. لذا فعلم اجتماع الأدب يدرس العمل الأدبي باعتباره نتاجا لفعل مجتمعي, ينتجه فاعل اجتماعي هو الأديب, و يتوجه به إلى جماعة ما في سياقات اجتماعية ما, أي أنه يبحث أساسا عن العلاقات التي تربط الإبداع الأدبي بالشروط الإجتماعية المؤطرة له عبر تتبع الخلفيات الإجتماعية المتحكمة في إنتاجه و استهلاكه. و عليه, فالمنهج الإجتماعي يرى أن الأديب لا يعيش معزولا عن بيئته و وسطه الإجتماعي, و أن الإنتاج الأدبي ليس منفصلا عن السياق الإجتماعي الذي يظهر فيه, إذ يعكس العلاقات الإجتماعية للمجتمع و يتبنى موقفا منها.
المنهج البنيوي: 
المنهج البنيوي هو منهج نقدي ظهر مع بداية القرن  20في مجال الدراسات اللغوية مع رائده "فيرديناند دوسوسير". و هو منهج يتخذ اللغة موضوعا لاشتغاله حيث يدرسها في ذاتها و لذاتها, أي كبنية مغلقة من دون اعتبارات خارجية كظروف نشأتها و علاقتها بالظواهر الإجتماعية و التاريخية. و كان النقد الأدبي أول من تأثر بهذا المنهج و استفاد منه بحكم التقدم الذي أفرزته البنيوية في مجال الدراسات اللغوية التي تلتقي مع الدراسات الأدبية في موضوع اللغة, إذ ركز البنيويون في بحثهم في مجال الأدب على الأنظمة اللغوية و مدلولاتها الأدبية, حيث سعوا إلى تحليل المكونات الداخلية للنص الأدبي تحليلا لغويا, و دراسة العلاقة بين الوحدات و البنى الصغرى داخل النص لتحديد البناء الكلي الذي يجعل موضوع الدراسة أدبا, و ذلك عبر عدة مستويات تهتم بالأصوات, الكلمات, الدلالات و التراكيب.

الملاحــــــــــــــظة و الفــــــــــــــهم

ملاحظة النص: يحيلنا عنوان النص و بعض المشيرات اللفظية [...]على طبيعة النص النقدية و أن موضوعه سوف يستوقفنا عند سمات المنهج الإجتماعي/البنيوي ,فإلى أي حد يمثل النص خصائص و مقومات هذا المنهج؟

فهم النص:
 النص الذي بين أيدينا عبارة عن مقالة نقدية سيتناول فيها الناقد قضية... (مضمون النص). و قد تناول الكاتب في هذا النص مجموعة من المضامين الفرعية [تقسيم المضامين على حدة...].


التحــــــــــــــــليل

تحليل النص: يسعى الكاتب من خلال نصه " عنوان النص " أن يجيب عن الإشكالية التي فرضت نفسها في مرحلة ... (إشكالية النص العامة) لمقاربة الظاهرة الأدبية. إذ يبين أن المنهج الاجتماعي/ البنيوي قادر على أن يفسر الظاهرة الأدبية بدليل [إشكالية النص، مثلا: مسار القصيدة العربية عبر العصور].

المفاهيم النقدية:
 من مظاهر المنهج الإجتماعي/ البنيوي تواثر معجم يضم مجموعة من المفاهيم النقدية الإجتماعية/ البنيوية, و يتوزع معجم النص النقدي إلى مجموعة من الحقول الدلالية [الحقل الاجتماعي: الجماعة, المجتمع/ الحقل البنيوي: البنية، اللغة، المعجم، الصوت، الإيقاع، التفعيلة، مكونات القصيدة/ الحقل الأدبي: الشاعر العربي, للسان العربي, الشعر / الحقل التاريخي : الحقب التاريخية]
. و عند ملاحظتنا للنص, نسجل حضورا متوازنا و متساويا بين الحقول الدلالية مما يؤكد بالملموس العلاقة الوطيدة بين المنظور الاجتماعي/ البنيوي والنص الأدبي.و قد لعبت هذه المفاهيم النقدية دورا هاما في إغناء الطابع الإجتماعي/ البنيوي و الحجاجي للنص، كما تمثل مؤشرات دالة على توظيف الناقد للمنهج الإجتماعي/ البنيوي.

لغة النص:تتميز لغة المقالةبالنقد الحاد وهي لغة تقريرية واضحة و سهلة تحمل طابعا حجاجيا إقناعيا، نذكر من ذلك [...].

الإطار المرجعي:
 وردت في النص مرجعيات متعددة أهمها الماركسية, اجتماعية, أدبية نفسية, بنيوية, تاريخية, فلسفية... مثلا: المرجعية الماركسية تعرف من خلال الحديث عن البنية الذهنية والفكرية/ و البنيوية عندما يتناول الكاتب مكونات القصيدة العربية مثال العمود الشعري و العرض و التفعيلة/ ... 

أسلوب و طريقة عرض النص: اعتمد الناقد في نقل الأفكار أسلوب [الإستنباط (من العام الى الخاص) أو الإستقراء (من الخاص إلى العام)] ، ثم توظيف لغة تقريرية ذات الطابع الحجاجي: التعريف/ العرض/ الشرح و التفسير/ المقارنة/ الاقناع/ ...

الإتساق:
 هو التماسك الحاصل بين المفردات و الجمل المشكلة للنص. و بالعودة إلى جمل النص نجدها تخضع لعملية بناء منظمة و مترابطة تركيبيا و دلاليا و معجميا. و قد تحقق هذا الإتساق بواسطة مجموعة من الأدوات النحوية و الدلالية و المعجمية. فهناك:
الإتساق التركيبي:تحقق عبر الوسائل اللغوية كالوصل بين الجمل إما بالعطف [و/ أو/ فـ/ثم]، بالموصولية [الذي/ التي/ الذين]، بالتعليل [لأن/ لذا]، التفسير [أي/ يعني] أو الإستدراك [بل/ لكن]، الشرط [إذا كان.. فإن]، التوكيد [إن/ لقد]، النفي [ليس].
الإتساق
الدلالي:تحقق عبر الإحالة، حيث وظف الناقد الضمائر [الهاء/ هو/ هم] و هي تحيل على ما سبق أي إحالة قبلية، و أسماء الإشارة [هذا/ هذه/ هنا] و هذه الأسماء منها ما أحال على ما سبق [مثلا: و في عملية التفسير هذه] ، و منها ما أحال على لاحق [مثلا: يوجه أنصار هذا الإتجاه] أي إحالة بعدية. كما تحيل الضمائر و أسماء الإشارة على عنصر موجود داخل النص [عملية التفسير هذه] أي إحالة نصية مقالية، و قد تحيل على عنصر خارج النص [يوجه أنصار هذا الإتجاه] أي إحالة مقامية.
الإتساق
المعجمي:تحقق عبر التكرار و التضام، حيث تكررت مجموعة من الكلمات بعينها [الصعود/ الصعود] أو بمرادفاتها [الصعود/ التسلق] أو بعنى عام [الصعود/ العمل] أو بمعنى أعم و أشمل [الصعود/ الشيء] . كما نجد التضام تحقق عبر توارد زوج من الكلمات يرتبط بعلاقات معجمية كالطباق [الولد  البنت]، الجزئية [إصبع/ يد]، الكلية [بستان/ زهرة]، الترتيب العددي [واحد / اثنان] ثم الترتيب الإداري [المدير/ الناظر].

الإنسجام: هو مجموع الآليات و العمليات الظاهرة و الخفية التي تجعل قارئ خطاب ما قادرا على فهمه و تأويله. و بالعودة إلى النص نجده ينسجم و تترابط فقراته مفهوميا و منطقيا بالعنوان و القضية الأدبية النقدية، فليست هناك مواضيع متنافرة في النص و إنما جميع الأفكار مرتبطة بالقضية المركزية. و قد تحقق الإنسجام عبر عدة مستويات، على رأسها:
مبدأ السياق
: فعند قرائتنا للنص عرفنا أنه نص نثري نقدي و يركز على قضية نقدية محددة و هي [...] و هذا ما قربنا من النص و جعلنا ننسجم معه.
مبدأ التأويل المحلي
: و يتجلى من خلال قدرتنا على تأويل ما جاء في النص من مفردات تجمع بينها علاقات جعلتها منسجمة مع بعضها و مع القارء.
مبدأ التشابه
: تم عبر تشابه النص مع نصوص نقدية أخرى تهتم بالجانب الإجتماعي أو البنيوي.
مبدأ التغريض
: حيث نجد النص يتمحور حول ثيمة مركزية تتكرر عبر النص و هي [...] التي تصب فيها كل القضايا الجزئية المطروحة.

و قد ساهمت في تحقيق هذه المبدائ عمليات أساسية ساهمت بدورها في تحقيق الإنسجام، هي:
الخلفية المعرفية
: تمكننا من ربط معارفنا السابقة و القبلية بمعارف النص ثم تنظيم أفكاره من العام إلى الخاص أو العكس حسب الأهمية، فالنص دراسة أدبية نقدية تهتم بـ [...].
الخلفية التنظيمية
: تكمن في استحضارنا لتمثلات حول النص مرتبة بانتظام كتحديد مجال النص و جنسه و نمطه و طرائق استدلاله و خلفيته النظرية، مما يساعدنا على فهم النص و الإنسجام مع معطياته.

الحجاج: هو نشاط إقناعي و استدلالي على شكل خطاب، يوظف تقنيات لغوية و تنظيمية تسعى للتأثير في المتلقي. و لتدعيم هذا النص، وظف الناقد مجموعة من الأساليب و الإجراءات في عملية الإقناع منها: 
مشيرات التلفظ: و تمثلها العناصر النحوية و المعجمية التي تستجيب لخصوصيات العملية الحجاجية، منها [الضمائر/ حروف الشرط/ التوكيد/ النفي/ التفسير/ الإستدراك/ المجاز/ التشبيه/ الإستعارة/ الطباق و المقابلة/ أساليب الإنشاء: الأمر، النهي، الإستفهام و التعجب].
مشيرات التنظيم: تتعلق بمستوى الخطاب و المهارات الإستدلالية المنطقية، تمثلها [الروابط المنطقية بين أجزاء الكلام، طرق التعليل و ترتيب الحجج و إيراد الشواهد و الأدلة و بناء المقدمات و استخلاص النتائج...].

و هذه الأساليب كلها تسعى إلى إقناع المتلقي بقدرة المنهج الاجتماعي/ البنيوي على تفسير الظاهرة الأدبية.


التركــــــــــــــــيب

بعد كل هذه الاشواط من التحليل، نجد أن هذه المقالة النقدية الأدبية تحمل طابعا نقديا، حيث وظف فيها الناقد المنهج (الإجتماعي / البنيوي) و اتبع اسلوب {الإستقراء / الإستنباط}، إضافة إلى تعزيز المقالة بالأساليب و الآليات الحجاجية المتنوعة و السالفة الذكر, ثم اتساقها و انسجام أفكارها، و ذلك ما منحها طابع الجمالية. و عليه، يمكن القول أن هذه المقالة مثلت الاتجاه النقدي خير تمثيل، منضافة بذلك إلى إبداعات و كتابات الناقد


يمكنك زيارة المدونة بسرعة عن طريق محرك البحث جوجل فقط اكتب في مربع البحث : البوابة المغربية لدروس البكالوريا أو dorosbac . تسعدنا زيارتك دائما

نسر الطائر

صاحب موقع البوابة المغربية لدروس البكالوريا هدفي من انشاء موقع إغناء المحتوى العربي وخاصة المغربي
إلتحق بنا على الفيسبوك دروس باكإضغط هنا

إشترك بالموقع

ضع إيميلك ليصلك كل جديد دروس

نشر الموضوع مساعد للرقي بالموقع نحن نعمل على مساعدتكم

شـــاهـــد أيـــضـــا

0 commentaires:

حول الموقع

back to top